مرحبا أعزائي متابعي مدونة شعلة، اليوم سنتطرق لمفهوم صعوبة التعلم وعلاقته بالتأخر الدراسي
إذ يعرف مفهوم صعوبات التعلم بأنه
ضعف مستوى التمكن من المهارات أو المعلومات المحددة والبطء في الإكساب والإحساس
بالعجز وعدم الثقة بالنفس.
ويذكر هالاهان وكوفمان (Hallahan & Kauffman,1996) أن صموئيل كيرك (S. Kirk,1962) يعد أوّل من حاول وضع تعريف لصعوبات التعلم وينص على
أنها" مفهوم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات
الخاصة بالكلام، اللغة، القراءة، الكتابة، الحساب أو أيّ مواد دراسية أخرى، وذلك نتيجة إلى إمكانية وجود خلل وظيفي مخي أو
اضطرابات انفعالية، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي أو الحرمان
الحسي أو العوامل الثقافية أو التعليمية.
وجاء في بعض التعاريف أن صعوبات التعلم هي مجموعة غير متجانسة من
الاضطرابات التي تعبر عن نفسها من خلال صعوبات واضحة في اكتساب أو استخدام قدرات
الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال أو القدرات الرياضية. وهذه
الاضطرابات ذاتية وداخلية المنشأ، ويفترض أن تكون راجعة إلى خلل في الجهاز العصبي
المركزي.
ويرى البعض أنه يجب أن نفرّق بين صعوبات التعلم النوعية (Specific learning difficulties) وصعوبات التعلم (Learning difficulties) حيث يشير المصطلح الأوّل إلى صعوبة نمائية ذات طبيعة
خاصة من شأنها أن تعوّق النمو العادي للطفل في بعض المجالات الخاصة كالكلام أو
القراءة أو الهجاء أو الكتابة. بينما يشير المصطلح الثاني إلى الصعوبات والمشكلات
التي تواجه كل الأشخاص والمرتبطة بالعملية التعليمية والحياة اليومية وهي أكثر
عمومية وتتضمن الصعوبات العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية
وعن علاقة صعوبات التعلم
الأكاديمية بالتأخر الدراسي، ترى "منى إبراهيم اللبودي" أن التلاميذ الذين يعانون من
صعوبات التعلم الأكاديمية هم التلاميذ الذين يعانون من اضطراب في المهارات
الأكاديمية وغالباً ما يتأخرون عن زملائهم في الفصل الدراسي في نمو مهارات القراءة
والكتابة والحساب.
ويرى آخرون أنه لا وجود لصعوبات التعلم دون التأخر الدراسي أو المشكلات الدراسية عند
الأطفال ذوي صعوبات التعلم. و أن صعوبات
التعلم تؤدي إلى الفشل الدراسي .
ويذكر بعض العلماء أنه إذا ما بحثنا فيما يميّز التأخر الدراسي عن صعوبات
التعلم نجد مجموعة من النقاط أهمها:
- إن القدرات العقلية عند
ذوي صعوبات التعلم هي في حدود المتوسط أو أعلى، في حين تكون لدى المتأخرين دراسياً
دون المتوسط.
- العوامل المؤدية إلى التأخر الدراسي كثيرة خارجية
وداخلية، بينما العوامل المؤدية إلى صعوبات التعلم في الأساس هي داخلية ترجع إلى
خلل في الأداء الوظيفي للمخ وهو ما يعرف بالقصور النيورولوجي أو العصبي.
- قد يترافق مع التأخر الدراسي ضعف في السمع أو البصر
أو حرمان بيئي-اجتماعي، وتكون هذه أسباباً للتأخر الدراسي، بينما قد تترافق هذه
العوامل مع صعوبات التعلم، ولكنها ليست سبباً لها.
أما أوجه
التشابه بين المجالين فهي أن كلاً من التلميذ المتأخر دراسياً والتلميذ الذي يعاني
من صعوبات في التعلم يكون تحصيله الدراسي أدنى مما هو متوقع منه.