يشرع موقع فيسبوك، ابتداءً من اليوم 10 أبريل، في تنفيذ تعديلات جديدة تخص المحتوى الذي تنشره الصفحات، سواءً التابعة لمواقع إخبارية أو مؤسسات إعلامية، أو تلك التي لها أهداف تجارية مُباشرة (صفحات الشركات والماركات).
التعديلات تهدف إلى أمرين: أولاً: خلق منافسة في صناعة المحتوى من حيث الجودة والإبداع، والثاني: تحقيق أرباح مالية لشركة فيسبوك، كنتيجة حتمية لهذه المنافسة. وبالتالي فإن صفحات المواقع الإخبارية التي ما تزال تشتغل بالطرق الكلاسيكية، لجلب الزوار من فيسبوك، ستكون أمامها تحدّيات كبيرة، وستفقد نسبة مهمة من عدد الزيارات.
التعديلات عبارة عن قواعد أو شروط جديدة وضعها فيسبوك، من أجل إظهار محتوى الصفحة للمُستخدمين، حيث تُعطى الأسبقية/الأفضلية للصور والفيديوهات ذات جودة عالية والتي لم يسبق نشرها من قبل، ثم نسبة التفاعل خاصة نسبة المشاركة (share) في الثواني الأولى لوضع المنشور، فالمنشور الذي لا يحقق تفاعلاً تفهمه الخوارزميات أنه غير مرغوب فيه، ثم المستوى الثالث الأسبقية أي السرعة، فإذا نُشر موضوع معين من طرف عدّة صفحات، فإن الأولوية في نسبة الظهور تكون لأول صفحة نشرته. وهذه المستويات كلها مثيرة للتنافس. وهذه القواعد سارية أيضاً حتى باستخدام facebook Ads.
قبل سنتين فقط، كان فيسبوك يتيح لأصحاب الصفحات إمكانية تغيير العنوان والصورة للروابط، وكانت عدة مواقع تعيش فقط من هذا الأمر، حيث تضع صورا وعناوين على فيسبوك لا علاقة لها بموضوع الرابط، لإثارة المتلقي وجلب النقرات. لكن فيسبوك ألغى هذه الإمكانية وماتت بذلك عدّة صفحات. وقلّت تلك العناوين والصورة التي كانت تحمل كمّا كبيراً من الإثارة المبالغ فيها.
مع هذه التعديلات الجديدة، المُستفيد الثاني بعد فيسبوك، هم المُستخدِمون العاديون، حيث سيكون أمامهم محتوى جيد، حتى وإن كان لا يدخل ضمن اهتماماتهم.
بقلم : محمد بابا حيدة