علم النفس العصبي
النمائي هو العلم الذي يدرس النمو النمطي "ظهور قدرات من المستوى
العالي عند أغلبية الأطفال كما أثبتت ذلك مختلف الاختبارات المعرفية" ، والغير
النمطي "هو سيرورة نمائية مضطربة تعرف بالتأخر أو العجز الذي يطبع
القدرات المعرفية قبل سن 12." وهو نسبيا حديث العهد لأن الدراسات الأولى كانت
تهتم بالراشد من خلال إصابة الدماغ، أما دراسة الطفل فلم تحظى بنفس الاهتمام وذلك
لعدة أسباب من بينها أن دراسة الطفل تختلف
عن دراسة الراشد لكون الطفل في حالة نمو، لكن مع ظهور وتطور العلوم المعرفية
وتقنيات التصوير الدماغي أصبح ممكنا الأخذ بعين الاعتبار الحالة النمائية التي
يوجد بها الطفل. ومن الملاحظ أن الدراسات لم تركز في اهتماماتها على الرضيع،
فالعلاقة بين الدماغ والذهن في شكلها السوي والمرضي تتطلب البحث ليس فقط في
الطفولة والمراهقة، بل كذلك في سن الرضاعة حتى يكون التعرف على النمو المبكر، أي
في المراحل الأولى من الحياة.
والدراسات في علم
النفس العصبي المعرفي خلصت إلى فكرة أساسية مفادها أن مختلف اضطرابات النمو ترجع
إلى نمو غير نمطي للدماغ، والدماغ بدوره يتحدد بعوامل وراثية. بالتالي فإن علم النفس العصبي النمائي مُطالب بتحديد وتفسير العلاقة بين نمو الدماغ ونمو الوظائف المعرفية.