يتغيّر مفهوم "الأمية"، حسب كل عصر، وحسب مستوى المعرفة السائدة في كل مجتمع، وقدرة أفراده على إعداد أنفسهم والأجيال التي بعدهم للمستقبل.
الأمية لدى جيل مواليد ما بعد 2010، هي عدم إتقان لغات البرمجة، بغض النظر على التخصص، وهذه ليست مبالغة، بل واقع تؤكده عدة دراسات وتقارير، لأن معظم المهن والوظائف ستكون مرتبطة بالحاسوب، وحتى الحياة اليومية كذلك. وقد أشار مكتب الإحصاء حول العمل التابع لوزارة الشغل الأمريكية U.S. Department of Labor في تقرير له أن 1.4 مليون وظيفة جديدة، بحلول 2020، ستكون بحاجة إلى إتقان لغات البرمجة، بينما لا يتعدى عدد خريجي جميع الكليات والمعاهد سوى 400 ألف، ما يعني الحاجة إلى مليون شخص لشغل تلك الوظائف.
اليوم، أفضل ما يُمكن أن يقدمه الأب أو الأم لأطفالهما، أن يُعلموهم لغات البرمجة، وبذل مجهود كبير في سبيل ذلك. لإعداد الطفل من الآن لتحديات وواقع سيُفرض عليه في المستقبل.
قبل البدء!
بدايةً، ستجد أن تعلم بعض لغات البرمجة أمر جد ممتع، وفي متناول الجميع، حتى لو لم تسمع يوماً عن هذه اللغات ولا عن البرمجة coding، وعند تعليمه للأطفال يصير أكثر مُتعة. لأن الطفل عوض أن يستخدم الهاتف والطابليت والحاسوب، لاستهلاك محتويات لا تصلح لسنّه، يصير طفلاً منتجاً، وتنمو لديه قدرات الفهم والتحليل ويوظف قدراته التخيلية في إبداعات بالبرمجة.
كيف نبدأ ؟
هناك العديد من المنصات على الانترنت، توفر مواد تعليمية في لغات البرمجة للأطفال Coding for Kids، منها ما هو مجاني ومنها ما هو مؤدى عنها، مثل منصة Tynker Coding for Kids، ورغم أن المراجع المتوفرة أغلبها بالإنجليزية، إلا أن ذلك لا يمنع من التعلم، تتيح لك تحميل كُتيب مجاني بعد التسجيل بالإيميل.
ماذا سنستفيد؟
إتقان لغات البرمجة مثل (python, java, ruby, html ) يُمكّن الطفل من إنشاء تطبيقات وألعاب ورسوم وغير ذلك بنفسه، ومع الوقت والممارسة سترتفع نسبة الإبداع و الذكاءات لديه، ويعزز لديه روح المنافسة مع أبنائه جيله حول العالم وليس فقط مع "ولاد الحومة"، عوض أن يبقى مستهلكا سلبياً لكل ما يجده على الهاتف أو الطابليت.
بقلم : محمد بابا حيدة