هل الـــغـــــول موجود ؟ |
الغول كائن خرافي يرد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية. يتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه. وهو أحد المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية. في الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول. ولكن عندما جاء الإسلام نزع تلك الأفكار. وقيل هو أحد أنواع الجن.
وقد اعتادت الأمهات والجدات قديما إخافة الأطفال ليخلدوا للنوم مبكرا قائلين «الآن سيظهر الغول إذا لم تنم.» ثم تجدهم ينادون عليه أحيانا فيقولون : " عمي الغول أين أنت.. " وقد يقال للاستهزاء بخِلقة شخص ما «هذا يشبه الغول»، لأن المعروف أن الغول مخلوق بشع مخيف.
وهذا يلاحظ في الأفلام الكرتونية أو الرسوم المتحركة... و كانت العرب قديما تعتبر الغول من المستحيلات الثلاث.. ومن أشهر ما قيل في ذلك : المستحيلات عند العرب ثلاثٌ الغول والعنقاء والخِلُّ الوفــيُّ ولقد كان للغول نصيب من شعر الشعراء، فهذا عنترة واصفا الغول يقول: "والغُولُ بينَ يديَّ يخفى تـــــارة ويعودُ يَظْهَرُ مثْلَ ضَوْءِ المَشْعَلِ بنواظــر زرقٍ ووجــهٍ أســــــودٍ وأظافــر يشبهنَ حدَّ المنجــــلِ"
وهذا جرير يقول: "فَيَوْماً يُوافِيني الهَوى غير حاضر ويومــــاً ترى منهنّ غُــولاً تَغَـــوَّلُ وهذا تأبط شرا يصف شجاعته أمام الغول قائلا: بأني قد لقيت الغــــــول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهـــش فخـــرت صريــعا لليـدين وللجــــــران " .لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه هو : هل يوجد الغول حقا حقيقة أم أنه من المستحيلات كما قالت العرب ؟
الغـول : جنس من الجن يتعرضون للناس في الصحراء ، ويضلونهم عن الطرق ويخوفونهم. قال الشيخ العلامة صالح الفوزان : جاء في الحديث الصحيح " لاعدوى ، ولاطيرة ، ولاهامة ، ولاصفر ، ولانوء ، ولاغُول ..." وقوله : " ولاغُول " الغُول - بضم الغين - : أحد الغيلان ، والغيلان من أعمال شياطين تتشكل أمام الناس في الخلوات ، خصوصاً إذا استوحش الإنسان تتشكل أمامه أشياء تضله عن الطريق ، إما بأن يرى أمامه نارا تتنقل ، أو أصواتا يسمعها ، أو غير ذالك ، ولهذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " . بمعنى : أنه إذا تغول الغول أمامك فبادر إلى ذكر الله ، فإن ذكر الله يطرد الشيطان ، فإذا ذكرت الله أو تلوت القرآن ذهب عنك هذا العمل الشيطاني . وقد روى البيهقي في " دلائل النبوة "عن بريدة رضي الله عنه قال : ( كان لي طعام فتبينت فيه النقصان. فكمنت في الليل، فإذا غول قد سقطت عليها، فقبضت عليها، فقلت : لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إني امرأة كثيرة العيال، لا أعود. فجاءت الثانية والثالثة، فأخذتها. فقالت : ذرني – أي دعني - حتى أعلمك شيئاً إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا. إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي. فأخبرت النبي فقال : " صدقت وهي كذوب ".
وخلاصة القول إن الغول كائن خرافي لا يتواجد إلا في القصص الفلكلورية والتراث ، ويدعي البعض أن أول من أوجده في القصص هم الفرنسيون.