الكذب هو قول غير حقيقي مع معرفة أنه كذب وبنية الغش أو خداع شخص أخر من أجل الحصول على فائدة أو من أجل التملص من أشياء غير مرغوب فيها، وهو سلوك غير سوي، إلا أنه يعد ظاهرة طبيعية في السنوات الأولى من عمر الطفل لذلك لا يمكن الحديث عن الكذب عند الطفل لأنه لم لم يكتسب بعد مفهوما واضحا عن الصحيح و الخطأ وعن الحقيقة و الخيال.
إن الكذب لا يعتبر عرضا مرضيا إلا إذا تكرر وأصبح عادة عند الطفل فيما بعد سن السادسة والسابعة ، وفي هذه الحالة يعتبر الكذب مشكلة حقيقية خصوصا عندما يبدأ الطفل في القواعد الاجتماعية ، ويتمظهر الكذب في أشكال مختلفة تبعا للحالات والوضعيات التي يكون في فيها الطفل.
- الكذب النفعي
من الطبيعي أن يحاول الطفل في البداية تكييف الواقع مع رغباته للحصول على مصلحة ما وتجنب متاعب معينة حيث لا يجد طريقا سهلا للوصول إلى ذلك إلا باختلاق الأكاذيب، وفيما بعد وكنتيجة للنمو والاستدخال التدريجي للقوانين الاجتماعية يتمكن الطفل من احترام الواقع حتى لو سبب له ذلك نوعا من الانزعاج لأنه في المقابل يحضى بالتقدير من قبل محيطه وهذا الاستدخال لا يتم إلا في ظروف وجدانية علائقية وتربوية ملائمة.
وهذا النوع من الكذب قد يكون انعكاسا لظروف ولبيئة تربوية معينة وخير مثال على ذلك إخفاء وتزوير النتائج المدرسية السلبية وهي الوضعية التي تقدود الطفل إلى سلسلة متتابعة من الأكاذيب، وقد تكون معتادة أيضا عند الأطفال الذين يعانون من عدم نضج "الأنا" والذين يميلون إلى المرور إلى الفعل، وغالبا ما تكون هذه الأكاذيب مصاحبة بأنواع أخرى من اضطرابات السلوك ومرتبطة بها مثل السلوك العدواني ، السرقة والهروب من المنزل ، إذ غالبا ما يكذب الطفل لإخفاء سرقة أو لتبرير هروب ما من المنزل.